تأثير حموضية التربة على
العناصر الغذائية
تؤثر حموضية التربة (PH) بشكل
كبير على جودة التربة وصحة النباتات. فهي ليست مجرد مؤشر على درجة الحموضة أو
القلوية في التربة، بل تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مدى توافر العناصر الغذائية
الضرورية للنمو الأمثل للنباتات. تتنوع مستويات الحموضة بين التربة الحمضية،
المحايدة، والقلوية، وكل منها يؤثر بطرق مختلفة على العناصر الغذائية الحيوية مثل
النيتروجين، الفوسفور، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى المعادن الدقيقة مثل الحديد
والزنك.
في هذا
المقال، سنستكشف كيف تؤثر مستويات الحموضة المختلفة في التربة على توافر العناصر
الغذائية الأساسية والميكروية، وكيف يمكن لإدارة التربة أن تؤثر بشكل إيجابي على
النمو الزراعي. سنتناول كذلك استراتيجيات لتعديل حموضة التربة لضمان تحقيق أقصى
استفادة من العناصر الغذائية وتحقيق توازن مثالي لنمو النباتات. من خلال فهم هذه
التأثيرات وإدارتها بفعالية، يمكننا تحسين الإنتاجية الزراعية وتعزيز صحة النباتات
بشكل كبير.
1-
كيفية تأثير حموضة التربة على العناصر الغذائية:
ليستفيد النبات من العناصر الغذائية المتوفرة في التربة يجب ان تكون
ذائبة و في صورة ميسرة لنبات لكي يستطيع امتصاصها, لذا فإن حموضة التربة تعد
من العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر
على تيسر و امتصاص هذه العناصر من طرف النبات من خلال مايلي:
تؤثر حموضة التربة في الأراضي القاعدية (pH
أكثر من 7) على العناصر التالية:
الفوسفور: تتفاعل ايونات الفوسفور مع ايونات البيكربونات فتكون مركب
يسمى فوسفاط ثلاثي الكالسيوم, مما يجعل الفوسفور في صورة غير قابلة للإمتصاص من
طرف النبات.
الحديد: تتفاعل البيكربونات مع الحديد لتكوين مركبات
غير قابلة للذوبان مثل أكسيد الحديد وهيدروكسيد الحديد. هذه المركبات تترسب في التربة وتصبح غير قابلة للإمتصاص من طرف النبات.
المنغنيز: يتفاعل المنغنيز مع البيكربونات لتكوين هيدروكسيدات
المنغنيز مثل هيدروكسيد المنغنيز (Mn(OH)₂)، والذي يكون
غير قابل للذوبان.
النحاس: التفاعل بين النحاس والبيكربونات لتعزز من تكوين مركبات غير ذائبة، مما يؤدي إلى ترسب النحاس في
التربة.
البرون: تؤدي حموضة
التربة إلى ترسب البورون في شكل مركبات غير ذائبة. كما أن
زيادة الحموضة تؤدي إلى ارتفاع محتوى الكالسيوم في التربة، والذي يمكن أن يتفاعل
مع البورون لتشكيل مركبات غير قابلة للإمتصاص من طرف النبات، مما يقلل من توافره.
تؤثر حموضة التربة في الأراضي الحمضية (pH أقل من 7) على العناصر التالية:
الفوسفور: يتفاعل
الفوسفور مع الألومنيوم والحديد لتكوين مركبات غير قابلة للذوبان، مثل فوسفاط
الألومنيوم وفوسفاط الحديد. هذه المركبات غير قابلة للذوبان في الماء، مما يقلل من
توافر الفوسفور للنباتات.
الكالسيوم: يزداد
ذوبان الألومنيوم والمنغنيز، مما يؤدي إلى تفاعل هذه المعادن مع الكالسيوم وتشكيل
مركبات غير قابلة للذوبان. و هذا يقلل من توفر الكالسيوم في التربة.
المغنيزيوم: يتوفر المغنيزيوم
بشكل أقل في التربة الحمضية، حيث يتفاعل المغنيزيوم مع الأحماض لتكوين مركبات غير
قابلة للذوبان.
الموليبدينوم: يصبح الموليبدينوم أقل قابلية للذوبان في التربة عند الحموضة العالية، مما
يقلل من امتصاصه بواسطة الجذور. نتيجة لذلك، قد تعاني النباتات من نقص في
الموليبدينوم، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل تثبيط النمو وضعف الصحة العامة
للنباتات
2-
حلول اثار حموضة التربة على العناصر الغذائية:
لحماية العناصر الغذائية من تأثير حموضة التربة وضمان وصولها إلى الجذور
بكفاءة، يمكن اتباع استراتيجيات متعددة, من بينها استخدام الأسمدة بطريقة فعالة
على النحو التالي:
الأسمدة التي يجب استعمالها في التربة القاعدية:
الفوسفور: يجب استعمال سماد حمض الفوسفوريك او
احادي فوسفاط الامونيوم MAP.
الحديد: يجب استعمال
سماد الحديد في صورة مخلبية EDHA فقط.
المنغنيز: يجب استعمال سماد المنغنيز في صورة
مخلبية EDETA فقط.
النحاس: يجب استعمال سماد النحاس في صورة
مخلبية EDETA فقط.
الزنك: يجب استعمال
سماد الزنك في صورة مخلبية EDETA فقط.
البرون: يجب استعمال سماد البورون في صورة حمض
البوريك .
الأسمدة التي يجب استعمالها في التربة الحامضية:
الفوسفور: يفضل استعمال سماد احادي فوسفاط
الامونيوم MAP.
الكالسيوم: يجب استعمال اسمدة الكالسيوم في صورة EDETA فقط.
المغنيزيوم: يجب استعمال اسمدة المغنيزيوم في صورة
EDETA فقط.
الموليبدينوم: بالنسبة لهذا
العنصر يفضل إظافته عن طريق الرش الورقي.
تأثير مستويات الحموضة في التربة على توافر العناصر الغذائية هو عامل حاسم في الزراعة الناجحة. التربة الحمضية قد تقلل من توافر الفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم، بينما قد تؤثر التربة القاعدية على توافر الحديد والزنك والنحاس. إدراك هذه التأثيرات وإجراء تعديلات مناسبة يمكن أن يحسن من توافر العناصر الغذائية ويعزز صحة النباتات وإنتاجيتها.